تتكون المسالك البولية من
الكليتين و الحالبين و المثانة و قناة البول(التي تصرف البول خارج المثانة)
و التهاب المسالك البولية البكتيري هو أمر شائع و لكنه يصيب النساء أكثر
بكثير من الرجال وذلك لقصر قناة البول في الأنثى ورطوبة بيئتها وقصر
المسافة مابين فتحة التبول وفتحة الشرج مما يسهل من عملية انتقال البكتيريا
إلى المثانة بينما
طول القناة البولية عند الرجل وجفاف محيط فتحة التبول،
وإفرازات البروستاتا المضادة للبكتيريا يجعل انتقال البكتيريا أكثر صعوبة.
تنقسم التهابات المسالك البولية إلى قسمين: الأول وهو الأكثر شيوعاً التهاب المثانة (التهاب المسالك السفلية) والثاني الأكثر خطورة هو التهاب الكلى (التهابات المسالك العلوية).
ما الذي يسبب أو يساعد على حدوث تلك الالتهابات؟
يوجد نوعان من التهابات
المسالك البولية :الأول و يدعى البسيط يحدث في النساء غير الحوامل في غياب
أي مشكلة صحية أو عيب خلقي ولا ارتباط له بالجماع. أما الثاني و يدعى
المعقد فإنه يحدث في حالة وجود أي من الحالات التالية:
- عيوب في الكلى و المسالك البولية: مثل الارتجاع من المثانة للحالب، خلل ميكانيكية عضلات جدار المثانة نتيجة لإصابات أو أمراض في الجهاز العصبي، أو وجود انسدادات بحصوات أو تليفات أو أورام
- وجود حمل: لايزيد الحمل من احتمالات الإصابة بالتهاب بولي، و لا يغير من نوع البكتيريا المسببة للالتهابات، ولكن احتمالات انتشار الالتهاب إلى الكلى أعلى منها في النساء غير الحوامل، نتيجة لارتخاء الحالب وضغط الرحم الممتلئ على المثانة.
- مرض السكر: هذا المرض يزيد من عرضة الاصابة بالالتهابات البكتيرية لأنه يثبط المناعة و يسبب تصلب الشرايين مما يقلل من وصول الدم لبعض أجزاء الجسم. هذين السببين يضعفان من دفاعات الجسم و يساعدان على تكاثر الميكروبات، كما أن داء السكري قد يصيب المثانة بعطل عصبي يسمى “المثانة العصبية” يؤدي إلى ركود البول و تكاثر البكتيريا.
- تكرار الاحتكاك أثناء الجماع وخصوصاً مع استخدام الواقي الذكري
- سن اليأس إن تسبب في ضمور المهبل و سلس البول أو في حدوث تكيسات بالمثانة
- قسطرة المثانة لفترات طويلة كما في حالات الجلطات الدماغية وبعض حالات خلل أعصاب المثانة
ما الذي يمكن أن ألاحظه؟ ماهي الأعراض؟
- حرقان عند التبول و صعوبة في إخراج البول، والشعور بالحاجة المتكررة والعاجلة للتبول. وهنا يجب معرفة أن للحرقان عند التبول سببان؛ الأول وهو الأكثر شيوعاً “التهاب المثانة وقناة البول” والثاني فيحدث عند النساء ممن يعانين من “التهاب فتحة المهبل” مما يسبب الألم الحاد أثناء مرور البول عليها.
- في حالة التهابات المثانة قد تشعر المريضة بألم أسفل البطن (منطقة فوق العانة).
- في حالة التهابات الكلى قد تشعر المريضة بألم في الجانب المصاب، وقد يصحبه حمى ورعشة وغثيان.
- قد يكون هناك افرازات صديدية أو تغير في لون البول.
هل تحدث التهابات في المسالك البولية دون أعراض؟
الإجابة نعم. بعض الحالات لا تظهر فيها أعراض ولا تكتشف إلا بالفحوصات والتحاليل، وهذا الأمر شائع كذلك في كبار السن.
ما الذي يجب فعله لو شعرت بأعراض مشابهة؟
يجب الذهاب فوراً إلى الطبيب للفحص وعمل
التحاليل الضرورية. غالباً سيلجأ الطبيب للفحص الإكلينيكي وأخذ بعض
المعلومات لتحديد الأسباب والكشف عن أي أمراض مصاحبة. و بالطبع سيتم عمل
تحليل للبول ومزرعة بكتيرية للتأكد من سبب الأعراض والتعرف على البكتيريا
المسببة للمشكلة وتحديد خطة العلاج.
كيف أقوم بإجراء التحاليل المطلوبة بشكل صحيح؟
حين يكون من الضروري عمل مزرعة بكتيرية فإن أفضل عينة بول هي عينة الصباح الأولى
و يجب الانتباه إلى أن العينة يجب تجميعها حين تكون المثانة ممتلئة وبعد
تنظيف المنطقة جيداً من الأمام إلى الخلف بالماء والصابون مع التجفيف
الجيد، أو بمحلول مطهر، ثم جمع البول في كوب معقم في منتصف عملية التبول
وليس في بدايتها. غالباً ما سينصحك طبيب المعمل بترك بضع قطرات من البول
تمر ثم وضع الكوب في مجرى البول لجمع العينة المناسبة. تستغرق مزرعة البول
غالباً مدة ثلاثة أيام.
هل هناك فحوصات أخرى؟
ربما يطلب بعض الأطباء عمل
نوع أو أكثر من الأشعة للتحقق من الأسباب التي قد تكون وراء حدوث الالتهاب
(بخاصة النوع المعقد) لأن عدم معالجة السبب يؤدي لتكرار حدوث الإصابة على
المدى الطويل.
أنواع الأشعة المستخدمة في هذا المجال:
1- أشعة البطن البسيطة (KUB): ويكشف بها عن وجود حصوات بالكلى أو المسالك ولكن فائدتها قليلة خاصة عند امتلاء القولون.
2- سونار البطن (Ultra Sound):
ومنه نكشف انتفاخ الحالب والكلية نتيجة لوجود انسداد وقد يكشف بعض الحصوات
وهو مهم أيضا للتأكد من عدم وجود صديد داخل أو حول الكلى وفي إظهار حجم
الكلى (للتأكد من عدم وجود ضمور) وشكلها (للتأكد من عدم وجود عيوب) وحجم
البروستاتا وشكل المثانة (للتأكد من أن جدارها خال من التجاويف).
3- الأشعة الملونة (IVU):
وتبين حجم الكلى وشكلها وشكل المسالك البولية من البداية إلى النهاية
ومكان الانسداد (إن وجد) وقد ينصح بها إن استمر وجود كريات بيضاء أو خلايا
صديدية في البول رغم علاج الالتهاب واختفاء الأعراض ولكنها تعرض للاشعاع
وهي ضارة بالحامل و بمرضى القصور الكلوي المزمن في مراحله المتقدمة لذا يجب
أخذ موافقة طبيب الكلى قبل إجرائها.
4- الأشعة المقطعية: جيدة وهي أكثر دقة. لها نفس الفوائد السابقة وكذلك نفسس العيوب.
5- أشعة المثانة (MCUG): وتستخدم للكشف عن الارتجاع المثاني الحالبي خاصة عند الأطفال.
6- منظار المثانة (Cyctoscopy): لمن لديهم دم أو حرقان في البول مستمر رغم عدم وجود بكتيريا أو أي سبب آخر واضح.
ما هو علاج التهابات المسالك البولية؟
سيقوم الطبيب في حالة وجود
بكتيريا مسببة للالتهاب بوصف مضاد حيوي مناسب. ينصح بتناوله بانتظام
وللفترة المذكورة من قبل الطبيب (دون زيادة أو نقصان)، مع الالتزام باتباع
النصائح التالية:
- الإكثار من شرب المياه والسوائل (مثل مشروب الشعير أو عصير القصب) إلا إذا كان هناك سبب طبي يمنع من ذلك.
- الإكثار من التبول وعدم حبس البول طويلاً والتبول بعد الجماع والتبول قبل النوم ليلاً والتنظيف جيداً قبل الجماع.
- معالجة أي إمساك حيث أنه يعيق الإخلاء التام للمثانة عند التبول.
- تحويل البول إلى سائل قلوي باستخدام فوار مناسب في حال عدم وجود قصور كلوي أو أمراض بالكبد.
- تجنب الواقي الذكري والمواد الكيماوية الموضعية في منع الحمل واستخدام طرق أخرى لمنع الحمل إن كان هذا سبباً لعودة الالتهاب.
- تجنب الجلوس في حوض الاستحمام (البانيو المملوء بالماء والصابون) لفترات طويلة وتجنب إضافة مواد كيماوية (معطرات) لماء الاستحمام.
0 commentaires:
إرسال تعليق