العين والحسد
يقول تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر ويقولون إنّه لمجنون وما هو إلّا ذكر للعالمين) القلم، آية (51)
العين
يقول ابن القيّم في كتابه: إن العين هي سهام تخرج من نفس العائن نحو المعين بحيث تصيبه تارةً وتخطئه تارةً أخرى.
هنالك بعض المصطلحات المصاحبة للعين وهي:
- العائن: هو الشخص الذي يصيب بالعين.
- المعيان: هو الشخص الذي يعرف بشدّة الإصابة بالعين.
- المعين: هو الشخص المصاب بالعين.
أعراض العين
- أعراض جسميّة: عادة تظهر قبل الرّقية الشرعية:
- العين تؤدّي الى صفار الوجه و شحوبه.
- العين تؤدّي الى الحرارة الشّديدة.
- العين تؤدّي إلى تصبّب العرق، خاصة في منطقة الظهر.
- العين تؤدي إلى خفقان القلب.
- العين تؤدي إلى ظهور كدمات زرقاء أو خضراء.
- أعراض اجتماعيّة:
- العين تؤدّي إلى فقدان المال والتّجارة.
- العين تؤدّي إلى كره لأهل والأصدقاء و المعارف.
- العين تؤدّي إلى فقدان المنصب والوظيفة.
الأمراض التي تسببها العين
- العين تؤدّي الى الجلطة.
- العين تؤدّي إلى الربو.
- العين تؤدّي إلى الشّلل.
- العين تؤدّي إلى العقم.
- العين تؤدّي إلى السُكّر.
- العين تؤدّي إلى الضغط.
- العين تؤدّي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
- العين تؤدّي إلى بعض الأمراض النفسية.
كلّ إنسانٍ معرّض للإصابة بالعين، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدُكم من نفسِهِ أو مالِهِ أو من أخيه ما يعجبُه فليدعُ بالبركةِ فإنَّ العينَ حقٌّ)
تشتهر بعض الأرياف بالعين، كأنّ العين عندهم مهنة يتعلّمونها و يتوارثونها. ويذكر العلماء أن الإنسان يستطيع تعلّم العين، ويمكن أن تورث من الآباء إلى الأبناء.
أقسام العين
تقسم العين إلى ثلاثة أقسام، و هذا ليس تقسيماً قطعيّاً:
- العين المعجبة: وهي التي يكون مسؤولاً عنها الشخص نفسه؛ بحيث يفرط في الإعجاب بنعمةٍ ما، دون أن يباركها، فبذلك يفسدها يإذن الله، فيقول تعالى في سورة الكهف: (وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً).
يقول
ابن حجر: (إنّ العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحبّ
ومن الرجل الصّالح، وإنّ الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدّعاء للذي
يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه).
- العين الحاسدة: تكمن في تمنّي زوال النعمة عن المحسود، وتكون مكلّلة بالصّفات الذميمة كالغيرة، والحقد، والكراهية. قال الشاعر:
- أيا حاسدا لي على نعمتي.. أتدري على من أسأت الأدب
- أسأت على الله في حكمه.. لأنك لم ترض لي ما وهب
- فأخزاك ربّي بأن زادني.. وسدّ عليك وجوه الطّلب
- العين القاتلة (السمية): من أكثر أنواع العين ضرراً؛ فهي تخرج من العائن إلى المعيون مباشرةً بقصد الضرر به. فقد قال عليه السلام: (عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرّاَكْتَ)
الحسد
قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيما) سورة النساء، أية (54)
الحسد حسب ورود معناه في كتاب بدائع الفوائد لابن قيّم يعرف بأنّه بغض نعمة الله على المحسود وتمنّي زوالها.
مراتب الحسد
- الحسد بتمنّي زوال النعمة على المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد: يقول الشاعر:
- وداريت كل النّاس لكن حاسدي
- مداراته عَزّت وعزّ منالها
- وكيف يداري المرء حاسدَ نعمةٍ
- إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
- الحسد بتمنّي زوال النعمة عن المنعم عليه وحصول الحاسد عليها.
- الحسد بتمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل تفاوت بينهما، فإن لم يستطع حصوله عليها تمنّى زوالها عن المنعم عليه.
- حسد الغبطة: هو حسد مجازي يكمن في تمنّي الحصول على مثل النّعمة الّتي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه. عن رسول الله قال: (لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمل).
أعراض الحسد
يقع الحسد في الغالب على:
- النفس: كأن يصاب الشخص بالصدود عن الذهاب إلى المدرسة، والجامعة، والكلية، والعمل.
- الحسد يؤدّي إلى الانطواء و العزلة.
- الحسد يؤدّي إلى الاعتداء على الآخرين.
- الحسد يؤدّي إلى عدم اهتمام الشخص بمظهره.
- الحسد يؤدّي إلى الاختناق، ولا يستقرّ للشخص حالٌ أو فكر.
- المال:ارتباك المحسود في التّعامل مع غيره في المال.
- يصاب بالخبل في جلب وعرض البضائع للتداول.
- البدن:
- الحسد يؤدّي إلى أن يصاب المحسود بالخمود.
- الحسد يؤدي إلى الخمول.
- الحسد يؤدي إلى الكسل.
- الحسد يؤدي إلى الهزال.
- الحسد يؤدي إلى قلّة الشهيّة.
- الحسد يؤدّي إلى كثرة التنهّد، والتأوّه، والشكوة من بعض الأوجاع.
ومن أعراضه على الشخص نفسه:
- المصاب بالعين يصعب عليه النوم كثيراً، فغالباً ما تجده يعاني من الأرق المستمر، مع رغبته الشّديدة في النوم.
- حدوث دوخة، أو إغمائة للمصاب بالعين.
- شيوع الخدران في جسد المصاب بالعين.
- المصاب بالعين كثيراً ما يتثائب عند الشروع بالقراءة حتى إنهائها.
- بعض المصابين بالعين شبح الموت يفتك بهم دوماً، ويبقى يطاردهم.
- مصابوالعين يعانون من تسارع في نبضات القلب دون سابق جهد أو ممارسة أي عمل.
- نقصان الوزن بشكل سريع ومخيف من أبرز أعراض الإصابة بالعين الناتجة عن انعدام الشهية.
- بعض المصابين بالعين يعانون من السرحان وعدم التّركيز والنسيان.
- إحساس الفشل يلازم مصابي العين.
- بعض المصابين بالعين تحدث في أجسادهم تغيّرات طفيفة؛ كسقوط شعر الرأس وتقيّحات في جلودهم، والإصابة بأمراض مزمنة.
- من أعراض العين المنتشرة بكثرة: التوتّر، والشعور بضيقٍ في العلاقة الزوجيّة من دون أي سبب يذكر.
- شعور البكاء يلازم مصابي العين.
- مصاب العين يلازمه ألم قوي في الرأس.
- يوجد الكثير من المصابين بالعين لا يستطيعون القيام بالفرائض كالصلاة وقراءة القرآن.
- التعرّق الشّديد يرافق مصاب العين.
- حكّة مفاجئة في جسم المصاب بالعين، إضافة إلى التقيّؤ، وإخراج البلغم، وشحوب في الوجه والجسد.
- العزلة والنفور من المجتمع يعتبران من الأعراض الواضحة لمصاب العين.
- برودة وإحساس بوخز وألم في أطراف المصاب بالعين.
- إنّ مصاب العين كثيراً ما يتخيّل عيوناً مجتمعةً حوله وتنظر إليه، وكثيراً ما يحلم بالعيون.
علاج العين و الحسد
- لو عرف العائن أو الحاسد: يتبع الطريقة الواردة في الحديث الآتي: عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول عليه السلام قال: (كان يؤمر العائن، فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين)، أي أن يتوضّأ العائن، ويغتسل المصاب بالعين من ذلك الماء.
- عدم
معرفة العائن أو الحاسد: على المصاب أن يرقي نفسه بقراءة ما يلي على ماء
يكفي للشرب منه و مسح جسده منه لمدة سبعة أيام، ويداوم عليه، فإنه بإذن
الله يُشفى:
- الفاتحة 7 مرات.
- الفلق 21 مرة، مع تكرار قوله: (من شر ّحاسدٍ إذا حسد) في كل مرّة 3 مرات.
- الصّمد 7 مرّات.
- وتقرأ الآيات التالية على الماء كلّ واحدة 7 مرات:
- (وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة (109)
- (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً) النساء (54)
- (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) طه (131)
- (وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً) الكهف (39)
- (تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. الّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ.. الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمَنِ مِن تَفَاوُتِ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىَ مِن فُطُورٍ.. ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) الملك (14)
- (وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ) القلم (51)
- (قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ.. وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة (14، 15)
- (يَأَيّهَا النّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مّوْعِظَةٌ مّن رّبّكُمْ وَشِفَآءٌ لّمَا فِي الصّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ) يونس (57)
- (وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ.. ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ) النحل (68، 69)
- (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً) الإسراء (82)
- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء (80)
- (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ) فصلت (44)
0 commentaires:
إرسال تعليق